المعادلة التونسية الغريبة .. انهيار كروي واضح مع حضور دائم في كأس العالم
تونس تتأهل إلى كأس العالم 2026؛ ولكن..
كتب المنتخب التونسي الأول لكرة القدم فصلًا جديدًا في تاريخه مع بطولات كأس العالم، مساء الإثنين، تونس حجزت بطاقة العبور إلى مونديال 2026، الذي تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية رفقة المكسيك وكندا، بشكل رسمي، وجاء تأهل منتخب تونس إلى كأس العالم 2026، بعد انتصار صعب بنتيجة (1-0) على غينيا الاستوائية، مساء الإثنين، ضمن التصفيات الإفريقية، وسجل محمد علي بن رمضان، متوسط ميدان النادي الأهلي المصري، هدف تونس الوحيد في شباك غينيا بالدقيقة 90+4، وبهذا الفوز، رفع المنتخب التونسي رصيده إلى 22 نقطة في صدارة “المجموعة الثامنة”، ليضمن التأهل حسابيًا إلى المونديال، قبل جولتين من نهاية التصفيات.
التأهل الثالث على التوالي لمنتخب تونس إلى كأس العالم
بهذا الإنجاز، ضمن المنتخب التونسي الأول لكرة القدم مشاركته في كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، وتواجد نسور قرطاج في مونديال 2018 و2022، وضمنوا رسميًا الحضور في نسخة 2026، إجمالًا، ستكون نسخة 2026 المشاركة السابعة لتونس في كأس العالم، بعد أعوام 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022.

لكن المنتخب التونسي فشل في تجاوز دور المجموعات في جميع مشاركاته السابقة، بما في ذلك نسخة 2022 في الدوحة القطرية، رغم البداية القوية، وقتها فازت تونس (1-0) على فرنسا في دور المجموعات، ثم تعادلت مع الدنمارك وخسرت أمام أستراليا.
ترتيب المجموعة الرابعة في نسخة 2022 كان كالتالي:
• الأول: فرنسا (6 نقاط).
• الثاني: أستراليا (6 نقاط).
• الثالث: تونس (4 نقاط).
• الرابع: الدنمارك (نقطة).
نتائج مخيبة للمنتخب والأندية التونسية قاريًا
المثير أن المنتخب التونسي خطف بطاقة المونديال للمرة الثالثة تواليًا، رغم أن البلاد تمر بإحدى أسوأ فتراتها كرويًا، نعم.. الكرة التونسية تعيش حالة تراجع واضحة في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني، فعلى مستوى الأندية، لم يحقق أي فريق لقب دوري أبطال إفريقيا منذ تتويج الترجي الرياضي في 2019، أما بطولة الكونفدرالية الإفريقية، فلم يعرف أي فريق تونسي طريق اللقب منذ تتويج النجم الساحلي عام 2015، أما المنتخب، فودع النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا من دور المجموعات، وعمومًا، لم يتوج المنتخب التونسي بلقب كأس أمم إفريقيا إلا مرة واحدة، في نسخة 2004 التي استضافتها البلاد.
محترفو تونس ينتشرون في الأندية الأوروبية المتوسطة
ولا يتوقف التراجع عند هذا الحد، بل ينعكس حتى على نجوم المنتخب أنفسهم، فالقائمة تتكون من خليط من لاعبي الترجي المحليين وبعض المحترفين في الخارج، لكن اللافت أن أغلب المحترفين ينشطون في أندية أوروبية متوسطة أو في دوريات أقل شهرة.

على سبيل المثال، حنبعل المجبري، الذي كانت عليه آمال كبيرة بعدما لعب في فئات موناكو ومانشستر يونايتد، اتجه للخلف قليلًا، فحنبعل، البالغ من العمر 22 عامًا، شارك في 13 مباراة مع مانشستر يونايتد قبل إعارته إلى إشبيلية الإسباني ثم بيعه لبيرنلي الإنجليزي، وخلال فترة إعارته لإشبيلية من يناير إلى يونيو 2024، لم يترك أي بصمة تذكر، لكن مع بيرنلي، الذي انضم إليه نهائيًا في صيف 2024، أصبح يشارك بشكل أساسي، فقد خاض 42 مباراة رسمية مع بيرنلي في مختلف المسابقات، سجل خلالها هدفًا واحدًا وصنع 5 آخرين.
لماذا يتأهل منتخب تونس للمونديال رغم هذا التراجع؟
مما سبق، يمكن القول إن تأهل المنتخب التونسي إلى ثلاث نسخ متتالية من المونديال، رغم التراجع الكبير، يعود لعدة عوامل:
• أولًا: ضعف مجموعات التصفيات مقارنة ببطولة أمم إفريقيا.
• ثانيًا: رغبة لاعبي تونس في المشاركة بالمونديال لتسويق أنفسهم، أكثر من أي بطولة أخرى.
لكن هذه الظاهرة سلبية، إذ يتعين على المسؤولين التدخل سريعًا لإيجاد حلول تعيد الكرة التونسية إلى مكانتها، فطموح المنتخب التونسي لا يجب أن يتوقف عند مجرد بلوغ كأس العالم والخروج المبكر، بل يجب أن يمتد للمنافسة على اللقب القاري وغيره.