من مهاجم مصاب إلى آخر .. نكونكو يكشف “تخبط” رحلة ميلان للبحث عن رأس حربة!
لا أحد يفهم كيف تُدار الأمور داخل ميلانيلو!
إذا تابعت ميلان هذا الصيف ورحلته المحمومة لإيجاد رأس حربة جديد، ستشعر بالارتباك من كثرة الأسماء المطروحة وتنوع خصائصهم، بجانب تناقض الأهداف بين القادمين والراحلين، وكل ذلك من أجل تلبية طلبات ماسيمليانو أليجري.
رحل عن الفريق كل من تامي إبراهام، لوكا يوفيتش، فرانشيسكو كاماردا، لورينزو كولومبو، وألفارو موراتا، بينما بقي سانتياجو خيمينيز الذي تشير التقارير إلى أنه لا يحظى بإعجاب أليجري، وأداؤه ضد كريمونيسي في افتتاح الدوري أثبت ذلك، لدرجة أن الكاميرات التقطت المدرب وهو يفضل إخراجه وإشراك روبن لوفتس تشيك، وباستثناء رافائيل لياو، اختفى كل خط الهجوم القديم تقريبًا، ما جعل إدارة النادي تبحث عن لاعبين في هذا المركز، أحدهم هداف قادر على تسجيل 15 هدفًا أو أكثر في الموسم، وآخر يكون احتياطيًا مؤثرًا على غرار أوليفييه جيرو أو إبراهام سابقًا.

على مدار الشهرين الماضيين كان الهدف الأساسي هو دوشان فلاهوفيتش من يوفنتوس، لكن إدارة ميلان رفضت التفاوض مع “السيدة العجوز” لعلمها أن اللاعب سيغادر مجانًا الصيف المقبل، فتوقفت الصفقة واتجهت الإدارة لخيارات بديلة.
البداية كانت مع فيكتور بونيفيس من باير ليفركوزن، وهو مهاجم يمتلك خصائص مشابهة، لكن مشكلته تكمن في تاريخه مع الإصابات، حيث تعرض لقطع في الرباط الصليبي مرتين وهو لم يتجاوز الـ25 عامًا، لذلك تراجع ميلان عن التوقيع معه بعد فحص طبي ثانٍ رغم الاتفاق المسبق مع النادي الألماني على الإعارة.
ومن فلاهوفيتش وبونيفيس، تحولت بوصلة الروسونيري نحو اسم مختلف تمامًا وهو كونراد هاردر، المهاجم الدنماركي الشاب (20 عامًا) من سبورتنج، والذي كان يُعتبر خليفة فيكتور جيوكيريش في لشبونة، غير أن عرض ميلان البالغ 25 مليون يورو جعل النادي البرتغالي يعيد التفكير، ورغم الحديث عن اتفاق بين الطرفين واقتناع اللاعب، ظهر فجأة اسم أرتيم دوفبيك الذي خرج من حسابات روما، مع إمكانية مبادلته بخيمينيز في اللحظات الأخيرة من الميركاتو، ثم صباح الخميس جاءت المفاجأة بإعلان مصادر عديدة قرب ميلان من التعاقد مع كريستوفر نكونكو من تشيلسي في صفقة قد تصل قيمتها إلى 40 مليون يورو!

المشكلة ليست في جودة نكونكو كلاعب، إذ أظهر قدراته بوضوح مع لايبزيج وكان نجمًا لامعًا، بل في نقطتين أساسيتين: الأولى تاريخه مع الإصابات، حيث غاب عن 76 مباراة بين تشيلسي ولايبزيج خلال آخر ثلاثة أعوام، وهو رقم يقارب ضعف ما غابه بونيفيس (37 مباراة) رغم إصاباته الخطيرة، بينما الثانية تكمن في اختلاف أسلوبه عن فلاهوفيتش، خيمينيز، دوفبيك أو بونيفيس، وحتى عن الراحلين الموسم الماضي، لكونه أقرب للجناح أو المهاجم الثاني، وليس رأس الحربة التقليدي الذي يحتاجه أليجري لخطته 3-4-2-1 أو حتى البديلة 4-2-3-1 مع وجود لياو وكريستيان بوليسيتش بأدوار متشابهة.
ومع بقاء ثلاثة أيام فقط على إغلاق سوق الانتقالات، قد لا يكون نكونكو الاسم الأخير لدعم الهجوم، وربما ينضم معه مهاجم كلاسيكي آخر، أو ينهار الاتفاق بسبب الفحص الطبي كما حدث مع بونيفيس، لكن المؤكد أن إدارة ميلان المكوّنة من تاري، فورلاني، مونكادا، وإبراهيموفيتش لا تسير وفق خطة واضحة، عكس ما حاول أليجري إظهاره قبل مواجهة ليتشي، حيث سيكون عليه الحذر من فرانشيسكو كاماردا، الذي تخلّى عنه النادي بعد أن قدّمه للجميع كنجم المستقبل وهداف الغد، وهي قصة يعرف الجميع كيف تنتهي في كرة القدم!