وست هام وتشيلسي | رسالة قوية من بيدرو .. و”فكرة المليار” تعود للواجهة من جديد
فوز ساحق للبلوز
في ليلة غاب فيها نجم تشيلسي الأول كول بالمر بسبب إصابة مفاجئة، توجهت الأنظار بقلق نحو خط هجوم “البلوز” أمام وست هام، خاصة بعد البداية المتعثرة ضد كريستال بالاس.
لكن جواو بيدرو بدّد هذه المخاوف سريعًا، مستغلًا الفرصة ليقدم أداءً استثنائيًا أثبت فيه أنه ليس مجرد مهاجم جيد، بل قائد حقيقي لخط الهجوم، مواصلًا سلسلة أهدافه المذهلة التي توقف إيقاعها فقط في مباراة سابقة محبطة.
من متهم في الفانتازي إلى بطل الأسبوع
قبل أسبوع واحد فقط، كان جواو بيدرو محل انتقادات واسعة من مدربي الفانتازي بعد مستواه الباهت في التعادل السلبي أمام كريستال بالاس ذلك الأداء، الذي اعتُبر “استثناءً يؤكد القاعدة”، دفع أكثر من 400 ألف مدرب للتخلي عنه وبيعه من تشكيلاتهم.

لكن الليلة، جلس هؤلاء في حسرة وهم يشاهدون اللاعب الذي استغل غياب بالمر ليبرهن أنه القائد الحقيقي للهجوم، محوّلًا الشكوك إلى يقين بأداء تاريخي.
لغة الأرقام تكشف الفارق
على مدار 90 دقيقة كاملة، لم يكن بيدرو مجرد لاعب، بل العنوان الأبرز للمباراة، وهو ما تؤكده الأرقام.
فبـ37 لمسة فقط، لعب دور العقل المدبر، محافظًا على دقة تمرير بلغت 88% لضمان انسيابية اللعب.
أما البصمة الحقيقية فجاءت بتحويل فرص قيمتها المتوقعة نصف هدف فقط (0.41 xG) إلى هدف فعلي، ومن تمريرات لم يُتوقع منها الكثير (0.11 xA) صنع هدفين كاملين، ليثبت أنه قادر على صناعة الفارق من العدم.
ولم يقتصر دوره على الجانب الهجومي، بل برز بدنيًا بفوزه في 8 صراعات ثنائية أرضية وهوائية، إضافة إلى تدخل دفاعي ناجح وإبعادين، مع حقيقة لافتة هي أنه لم يُراوغ ولو مرة واحدة، ليقدم لوحة كاملة للاعب متكامل.
شخصية البطل تفرض نفسها

انتصار تشيلسي الكبير خارج أرضه لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان رسالة صريحة، فالشخصية التي أظهرها الفريق بعد العودة من تأخر مبكر تعكس عقلية الانتصار التي اكتسبها من كأس العالم للأندية.
هذا الأداء أجبر المنتقدين، وعلى رأسهم محمد أبو تريكة، على إعادة النظر، إذ كان قد صرح قبل اللقاء بأن غياب بالمر يعني فقدان 70% من قوة تشيلسي، لكنه عاد بعد المباراة ليقر بأن غياب بالمر لم يكن محسوسًا، رغم تقليله من قيمة الفوز باعتبار دفاع وست هام “بطيئًا كالسلاحف”.
“المليار” بين النقد والواقع
موقف أبو تريكة استدعى إلى الأذهان تصريحه الشهير عن أن “فرقة المليار تقدم كرة بعشرة ريال”.
ومع الأداء القوي الهجومي والشخصية الواضحة التي ظهر بها الفريق، يطرح السؤال نفسه من جديد: هل قدمت فرقة المليار كرة تستحق قيمتها، أم أنها ما زالت في نظر “الماجيكو” لا تساوي سوى عشرة ريالات؟
بيت القصيد
بيت القصيد من ليلة لندن، أن مباراة واحدة كانت كفيلة بتغيير النظرة كاملة، فانتقل تشيلسي من فريق يثير الشكوك إلى فريق يفرض الإعجاب، وتحول جواو بيدرو من لاعب مثير للانتقادات إلى بطل أثبت أن غياب نجم قد يفتح الباب أمام آخر للتألق.
الخلاصة أن فوز تشيلسي الليلة جاء بمثابة إثبات للشخصية، ودليل على عمق التشكيلة، ورسالة واضحة أنه قادم هذا الموسم للمنافسة على كل البطولات.